يومان على هروب بن علي



مرّ يومان على هروب بن علي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد ونار لمدة تقارب 23 سنة. 
قرابة ربع قرن كمم فيها الأفواه وكبل الأيادي وخيل إليه أنه سيحجب النور عن العقول. 
نسي الرئيس الهارب أن الزمن يتغير وان من والاه في الثمانينات انتقل إلى عالم أخر وبعضه الأخر في خريف

العمر. 
ولم ينتبه الديكتاتور الى نسمات الحرية التي هبت على عقول التونسيين وخاصة الشباب منهم ، جيل الفايسبوك والتوير واليوتيوب، جيل متمرد على ذاته وعلى محيطه. 
شباب العشرين رفض ان يحكمه شيخ السبعين وليست المشكلة عمر الحاكم فقط ولكنه فرق التصورات والاحتياجات. 
حاكم وسلطة شبعت من أموال الشعب المنهوبة وجربت كل انواع البذخ ومحكومين مُقبلين على الحياة بقلوب ملتهبة وعقول حية وآمال عريضة ولكن بيدين لا تملكان غير الهواء. 
ولو يتصور بن علي نفسه أن تكون نهايته بهذا الشكل المخزي والمهين، لقد كان آخر خطاب له بمثابة رقصة الديك المذبوح، نداء العاجز المستغيث، لكن الشعب التونسي لفظه كما يلفظ البحر جثث موتاه. 
قالها الشابي منذ زمن طويل:



ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ 
حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ 

سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ 
وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ 

وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ 
وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهُ 

رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ 
وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ 

ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام 
وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ 

حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ 
ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ 

تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ 
رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ 

ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ 
وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ 

سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء 
ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ 



الاحد 16 جانفي 2011 
منتصف النهار باب الجديد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذهب في جربة بين التزيين والتكنيز

بسبب الانتصاب الفوضوي:سوسة…جوهرة خاب بريقها

جزيرة الأحلام في انتظار الحالمين