الصحفي التونسي والفيس بوك
تلعب مواقع الشبكات الاجتماعية دورا هاما بالنسبة لمتصفحي شبكة الانترنت بشكل ، إلا أن الدور الذي تلعبه هذه الشبكات بالنسبة للصحفي يتعدى مجرد التواصل الإنساني بكثير فهو دور متعدد وعلى الصحفي أن يحسن الاستفادة منه بأقصى الطرق.
وفي ظل غياب دراسات كمية ونوعية جادة تهتم باستعمالات الصحفيين للفيسبوك في تونس، كانت لنا هده المحاولة التقريرية التقريبية لإلقاء بعض الاهتمام لهذه المسالة المستحدثة.
تركيز على الذاتية:
تتجلى استعمالات الفيسبوك الأكثر انتشارا في الاستعمالات الشخصية كنشر الصور والمواقف والآراء أو الحصول على المعلومات.
ومن خلال جولة سريعة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، نلحظ أن غالبية الصحفيين يعمدون من خلال صفحاتهم على الفيسبوك إلى الترويج لأعمالهم وكتاباتهم أو آراءهم المتعلقة بالأحداث الآنية في تونس، والقليل فقط من يتحاور مع المعلقين على كتاباته، فقد لاحظنا أن غالبية التعليقات لا يعود إليها أصحابها للرد أو التفسير إلا نادرا.
في صفحة زياد الهاني مثلا الذي لا يجيب ابد على التعليقات، لاحظنا أنه يركز على إعادة النشر وهو ينشر 6أو 7 فيديوات من 10 مواقف Statutوقل ما يكتب رأيا أو موقفا شخصيا من مسألة ما على عكس بعض زملاءه أمثال وليد الماجري ووليد الفرشيشي وخالد الحداد الذين يختصون بتقديم مواقفهم من المسائل الراهنة السياسية خاصة ويتميزون بالكتابة باللغة العربية ويسعون في الغالب إلى التفاعل مع التعليقات.
وكذلك هو الشأن بالنسبة على صحفيين آخرين على غرار غفران حسايني أو علاء الدين زعتور وغيرهم كثر...
الحصول على المعلومات:
من الهام للصحفي أن يركز على مجال تخصصه فيبحث بين الصفحات والمجموعات والمناسبات على الفيسبوك عن تلك التي تثري مجال اهتمامه أو تخصصه ويشارك فيها حتى يتمكن من متابعة وملاحقة آخر المستجدات على الساحة والتي تكون في أحيان كثيرة أسرع حتى من وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية ليحقق سبقا صحفيا له ولمؤسسته التي يعمل بها.
ويبدو استعمال الصور من الفيسبوك والفيديوات الأكثر شيوعا بين الصحفيين ويندر ان يذكر المصدر الأصلي للمعلومات وهي مسألة أخلاقية بالأساس تعود إلى التقييم الذاتي للصحفي في غياب مدونة اخلاقية للمهنة.
فالكثير من الصحفيين يستقون معلوماتهم من الفيسبوك لنقل الأخبار الممنوعة مثلا إذ يفيد هذا الموقع في نقل الأخبار الممنوعة مثل ما حدث إبان أحداث الحوض المنجمي أو إبان الثورة التونسية في سيدي بوزيد والقصرين.
فضلا عن ذلك يساعد الفيسبوك على تغطية أخبار المناطق المنكوبة إذ يتمكن الصحفي من متابعة أخبار المناطق المنكوبة ومناطق الكوارث، خاصة في الجهات مثل الفيضانات الأخيرة في بعض جهات الجمهورية أو الزلازل بجهة الساحل اعتمادا على تقارير زملائه أو رسائل وتسجيلات لمواطنين عايشوا الكارثة.
وقد ساعد الفيسبوك في تدعيم ظاهرة المواطن الصحفي حيث نجحت الشبكات الاجتماعية في تدعيم اتجاه المواطنين العاديين لممارسة ما يسمى بصحافة المواطن من خلال الكتابة والصور ومقاطع الفيديو التي ينقلها المواطن بنفسه ويتشاركها مع أصدقائه عبر هذه الشبكات وفي كثير من الأحيان تكون هي المصدر الوحيد لاستقاء معلومات حول قضية ما لم يتنبه لها الصحفيون العاديون أو المسئولون في دولة ما .
وتبقى مسألة ذكر المصادر رهن دراسة ميدانية إذ أن الغالب أن الاستعمال الأسهل هو تناقل المعلومات دون ذكر مصدرها إلا في ما ندر. وهو ما من شأنه أن يخل بقواعد المهنة الصحفية التي تشترط الأمانة والمصداقية في تقل الخبر
وتجد في مراتب متباعدة متابعة تصريحات المسئولين على الشبكة فبعض المسئولين أنشؤوا لأنفسهم صفحات ومجموعات على الفيسبوك يمكن من خلالها للصحفي التعرف على أحدث التصريحات ومتابعتها أولا بأول وإجراء المقابلات مع هؤلاء المسئولين دون تحمل عناء التنقل إلى عين المكان.
والأمر ذاته في ما يتعلق بمتابعة جهود المجتمع المدني حيث يعمد الصحفيون خلال الانضمام لمجموعات خاصة بمؤسسات المجتمع المدني ليتعرف أهم أخبارهم وفعالياتهم وهي في حد ذاتها مصدر للأخبار الحديثة كما يمكنه من خلالها التواصل مع مسؤولي هذه المؤسسات وإجراء حوارات ومقابلات معهم وتزويد جريدته أو موقعه الالكتروني بأحدث الفعاليات أو الأخبار السرية .
هذا في ما يخص التعامل الذاتي للصحفي التونسي مع الفيسبوك بيد أن هناك مجالات أخرى تهم تعامل الصحفي مع محيطه المهني وتتمثل في حملات التضامن مع الصحفيي والتشبيك بين الصحفيين.
حملات التضامن مع الصحفيين:
تمكن الصحفيون التونسيون من خلال الفيسبوك من إطلاق حملات تضامن ناجعة مع أهل القطاع على غرار صحفيي دار الصباح وزياد الهاني وسفيان بن فرحات وصحفيي راديو كلمة وغيرهم من الصحفيين كان لها الأثر البالغ في تمتين صفوف القطاع وساهمت في مزيد التشبيك بين الصحفيين خاصة العاملين في مجال الصحافة الالكترونية حيث يمكنهم الانضمام للعديد من المجموعات الخاصة بالصحافة سواء في تونس أو في الوطن العربي أو على مستوى العالم.
وهذا التشبيك يتيح لهم التعرف عن زملاء لهم من الوسط الصحفي من مختلف أنحاء العالم مما يوسع من معارفهم ومداركهم ومصادر معلوماتهم وأيضا التعرف إلى مراسلين جدد يمكن عن طريقهم إفادة مؤسسته الصحفية التي يعملون بها.
كما تفيد مواقع الشبكات الاجتماعية في تعرف الصحفي على الفرص التدريبية المتاحة على المستوى الصحفي أو على مستوى التنمية البشرية أو في أي مجال آخر يهتم به وكذلك الفرص الوظيفية المتاحة.
لكن في الغالب يتعامل الكثير من الصحفيين مع مواقع التواصل الاجتماعي كمواطنين عاديين، فلربما يفوتهم معرفة كيفية الاستفادة القصوى من مواقع الشبكات الاجتماعية ، خصوصاً موقع "فيسبوك" الذي يعد رائداً في هذا المجال.واحيانا يطغى الجانب النفسي على المهني وتنشأ صراعات ومشادات كلامية غير أنها لا تمثل حالات متعددة.
طرق أفضل لاستعمال الفيسبوك:
تكشف بعض الصفحات المتخصّصة عن كيفية استخدام فيسبوك بأفضل طريقة ممكنة ليكون وسيلة إعلامية، يتواصل بها مع الجمهور ومصادر المعلومات الدقيقة والموثّقة، إذ يمكن متابعة أنشطة مرتادي الانترنت من خلال استقراء نشاطات الأفراد والمجموعات على الفيسبوك وتحليل هذه الأنشطة إحصائيا ومن حيث المحتوى ويتقدمون بها في شكل أبحاث لمؤسساتهم أو لمؤتمرات وندوات.
من ناحية أخرى، يمكن رصد اتجاهات الرأي العام عبر إجراء استطلاعات الرأي على الفيسبوك ويمكن للصحفي أن يتابع هذه الاستطلاعات في قضية ما ويقوم بتحليلها والتعرف على الاتجاه العام إزاء هذه القضية.
ويذكر في هذا السياق، أن موقع الفيسبوك قد أطلق صفحة جديدة للمصادر الإعلامية وأطلق عليها اسم "صحفيون على الفيسبوك".
كما أطلق الفيسبوك أيضا برنامج جديد أطلق عليه اسم "Facebook Journalism Meetup" يعمل كورشة عمل توضح للمستخدمين كيفية استخدام الفيسبوك كأداة للتقرير والمراسلات الصحفية.
هذه كما سبق وان قلنا قراءة أولى انطباعية عن تعامل الصحفيين التونسيين مع الفيسبوك تبقى جزئية وغير مكتملة في غياب دراسات ميدانية شاملة ومعمقة تحيط بالموضوع من مختلف نواحيه.
جميلة العباسي
تعليقات
إرسال تعليق