ورحل ابن الشعب...
صباح السادس من فيفري 2013 كان سيكون عاديا لشكري بلعيد مثل غالبية الشعب التونسي…حيث غادر منزله على الساعة الثامنة متوجها إلى عمله ، غير أن يد الغدر كانت تترصده أمام بيته لترميه بأربع رصاصات كانت كافية لتكتم أنفاسه إلى الأبد.هذا الصوت الذي كان ظل صامدا منذ شبابه ضد الظلم والطغيان. لم يدّخر جهدا لمحاربة الدكتاتورية والدفاع عن المظلومين.
ولد ابن الشعب بمنطقة جبل الجلود الشعبية، جنوب العاصمة التونسية، في 26 نوفممبر 1964 لأب بسيط وعائلة متواضعة . درس الحقوق بالمركب الجامعي بتونس أين عرف بنضاله ضمن الحركة الطلابية حيث كان ناطقا باسم فصيل سياسي طلابي هو الوطنيون الديمقراطيون ثم التحق بالعراق ليكمل دراسته الجامعية، ليتحصل لاحقا على شهادة المرحلة الثالثة في الحقوق في العاصمة الفرنسية باريس ويلتحق بالمحاماة في تونس.
كان بلعيد معارضا لنظام بورقيبة الذي قام بسجنه واعتقاله بمنطقة رجيم معتوق الصحراوية. كما عارض نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.وكان من أشد المدافعين عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي سنة 2008 وعن مساجين تابعين للسلفية الجهادية.
بعد أحداث 14 جانفي 2011، شغل شكري بلعيد منصب الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيون الديمقراطيون وهي حزب سياسي ينتمي إلى ما يعرف في تونس بالخط الوطني الديمقراطي و يعرف باسم الوطد وقد تحصل على تأشيرة العمل السياسي بعد ثورة 14 ومن أبرز معالمه التشدد والوفاء لتعاليم الماركسية اللينينية .
ورغم أنه لم يحصل على نسب كبيرة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، إلا أن بلعيد كان من أبرز الناشطين السياسيين والمعارضين لحكومة الترويكا مما جلب له العديد من النقد وصل حد التهديد بالموت.
وكانت بسمة خلفاوي، زوجة الفقيد خصّـــت جريدة الشروق التونسيـــة بحوار خاص تحدثت فيـــه عن الايام الاخيرة للامين العام لحزب الوطنين الديمقراطين وأكدت زوجته أنه كان يحاول طمآنتها بالقول لها « ان أسلافي فى العائلـــة يعّمرون طويلاً مضيفـــة وكان يضحــك ويقول لي « واللّـــه لن أموت أقل من مــــائــة عـــام « .
ورغم كل التهديدات التي وصلته، رفض شكري بلعيد الحماية الأمنية مؤكدا أنه ابن الشعب وأنه لا يهاب الموت . وهكذا مات ابن الشعب وحيدا لكن جنازته أثبتت أن التونسيين لا ينسون رموزهم وأنهم ماضون على درب نظاله في سبيل مستقبل افضل لبلدهم الأم تونس.
تعليقات
إرسال تعليق