شكري بلعيد ...حيا في شارع الحبيب بورقيبة
نساء ورجال، شيبا وشبابا أبوا إلا أن يلتحقوا بشارع الجبيب بورقيبة تعبيرا عن صدمتهم وحزنهم لهذا المنحى الخطير الذي أضحت تعانيه تونس والمتمثل في تنامي العنف السياسي واستفحاله بشدة بعد الثورة.
وجوه غاضبة، وأخرى باكية، تنعى بكل أسى رحيل شكري بلعيد. الشابة صوفية همامي، كانت تصيح هي الأخرى منددة بهذا الاغتيال بل وتؤكد « النهضة هي من قتلت شكري لأنه لا يعجبها. راشد الغنوشي هو المجرم. لقد قتل ابن تونس البارّ.نعم، لقد فقدنا إنسانا غاليا. لقد كان محامي أخي. لقد دافع عنه دون مقابل. شكري كان إنسانا طيبا ويساعد الجميع دون تمميز ».
وراحت منال تسير وسط جموع الغاضبين متجهة صوب مقر وزارة الداخلية، حيث بدأ نشطاء من الجبهة الشعبية يتجمعون رافعين أعلام الجبهة ومطالبين بإقالة علي العريض، وزير الداخلية.
الشعارات الثورية، كانت تحيط بنا من كل جانب »يا شهيد ارتاح ارتاح…سنواصل الكفاح » شعار صدح به أنيس الولهازي، مضيفا « لقد بدؤوا الاغتيالات السياسية وسيواصلون كتم كل صوت معارض لهم. شكري قال لا ولم يسكت ونحن أيضا لن نسكت ».
شاب آخر تبدو عله مظاهر التدين، اكتفى بالقول إن شكري قد تطوع للدفاع عنه وعن عدد من الشباب السلفي في وقت كان الجميع يلوذون بالصمت. أنا هنا لأن الموت حق على البشر. أترحم عليه وأطلب المغفرة ».
وفي غمرة هذا الصخب التقينا رجلا تبدو عليه علامات الوقار.بدا صامتا على عكي المحيطين به. انبرى السيد عبد العزيز الشعلاني، محللا لعملية الاغتيال وقال » لست صامتا. ففي عقلي تدور عديد الأسئلة. في البداية، أؤكد أن هذه العملية هي اغتيال سياسي مدبر وهدفه جني مكاسب سياسية. هناك احتمالان.الأول، أن يتوصل التحقيق الأمني إلى صاحب الفعلة ويكون تونسيا غير مدعوم وهو احتمال ضعيف.أما الاحتمال الثاني وهو أن يكون مدبر العملية أجنبيا أو تونسيا مدعوما من جهات أجنبية.وهو الأقوى.واعتبر أن تقديم وزارة الداخلية لصورة تقريبية للفاعل يؤكد أن هذه الجريمة هي جزء من مخطط أكبر يستهدف الوضع الأمني والحياة السياسية برمتها وكانت ستفضي بنا إلى سيناريو مشابه لما حدث بالجزائر وأعني انقلاب الجيش على الشرعية واستلام السلطة. ويبدو أن معطيات خارجية قد تدخلت لإفشال هذا المخطط وهو بالذات موقف أمريكا المعادي للانقلاب. وأصبح الوضع على ما يبدو حربا استخباراتية بين فرنسا من جهة وأمريكا من جهة أخرى. وفي الأغلب وحسب ظني لم يتم التوصل إلى الشخص الذي اغتال شكري بلعيد لأنه لن يكشف أبدا. ».
وبسرعة ارتفعت حالة الاحتقان، وتطورت الشعارات المنددة بموت شكري بلعيد إلى الدعوة إلى إسقاط الحومة المؤقتة واستبدالها بأخرى وحل المجلس التأسيسي والدعوة إلى محاكمة حزب النهضة المتسبب الأول في هذا الوضع المتدهور حسب الشباب المتظاهر بشارع الحبيب بورقيبة .
تعليقات
إرسال تعليق