جربة …جزيرة الفضلات

« مين يمشي لجربة ويراها ، جنة في الدنيا يلقاها » هكذا تقول الأغنية التونسية الشهيرة. غير أن الزائر للجزيرة في الفترة الحالية يصطدم بواقع مرير يتمثل في تكدس الفضلات في كل زوايا الجزيرة.


« يا حسرة على جزيرة الأحلام »، هكذا يتأسف عم الطاهر بن جميع، تاجر بحومة السوق، على الوضع الذي أصبحت تعانيه المنطقة منذ مدة حيث تتراكم للفضلات في كل مكان. بعد أن كانت جنة الزائرين، وقبلة السياح من كل مكان، أصبحت جربة الآن  مكانا لا يستطاب فيه العيش. »


من جهته، يرى الأستاذ محمد بالريش وهو ناشط في إحدى الجمعيات بجزيرة جربة أن « هذه المرحلة تتطلب العمل والتركيز على ضرورة التنصيص على قانون الجزر و النظر في خصوصياتها البيئية والاجتماعية في الدستور الجديد ».

وفي نفس السياق، أكدت السيدة مريم عامر، وهي خريجة معهد الصحافة وعلوم الإخبار، على دور وسائل الإعلام المحلية قائلة « يجب على صحفيي الجزيرة التعريف بالقضية وربط الصلة مع المسؤولين في العاصمة و الاتصال بوسائل الإعلام الوطنية لإيصال الصورة الكارثية للوضع  » .



وأكدت طالبة  الحقوق،جيهان بن يوسف، على ضرورة  الحوار بين السلطة والمجتمع المدني من أجل بحث الحلول العاجلة بمشاركة الجميع كفاءات وجمعيات و أفراد و أحزاب ».


وكالة أسفار عالميّة تهدد بالرّحيل من الجزيرة


لقد أثر الوضع البيئي المتردي على واقع السياحة بالجهة، مما جعل إحدى وكالات الأسفار العالميّة تهدد بالرّحيل من جزيرة جربة إذا لم ترفع الفضلات خلال الأيّام القادمة، حسب ما أفاد به، السيّد الطّاهر الخياري مدير جهوي لإحدى وكالات الأسفار التونسية بجربة الذي ناشد في السياق ذاته، السلطات المعنية بالتدخل الفوري لحل هذه المعضلة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة وباتت تشكل “كابوسا” حقيقيا لوكالات الأسفار ولكل أهالي الجهة.

هذا وقد شهدت منطقة قلالة  السنة الماضية احتجاجات عنيفة بسبب وحود مصب فضلات بالجهة  لما يمثّله من خطورة على البيئة و المحيط والأهالي، مما أدى إلى إغلاقه نهائيا في 25 سبتمبر 2912. ومنذ ذلك التاريخ والأهالي ينتظرون الحلول الحكومية.

وقد تتالت ردود فعل الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين والأحزاب والجمعيات منددة بهذه الكارثة البيئية ».

يذكر أن عددت من الأهالي والجمعيات المدنية اقترحوا فتح المصب الجهوي ببوحامد إلا أن هدا المطلب جوبه برفض أهالي المنطقة المذكورة بسبب مشاكل ومناوشات سابقة بين أهالي مدنين وجربة.

  وأكد السيد فؤاد القشعي، مكلّف بالاعلام البلدي ببلدية حومة السوق، أن الحلّ الوقتي الذّي استخدم بعد إغلاق مصبّ قلاّلة والمتمثّل في مصبّات عشوائيّة لم تعد ممكنة أوّلا لرفض النيابة الخصّوصيّة لهذه المصبّات التّي لم تعد تحتمل الكميّة الحاليّة الموجودة وثانيا لرفض المواطنين مواصلة العمل بهذه المصبّات العشوائيّة.

 وأضاف في نفس السياق، « أحمّل مسؤوليّة تدهور الوضع البيئي في جربة إلى وزارة البيئة والوكالة الوطنيّة للتصرّف في النفايات ». 


حملات تحسيّسيّة وتوعويّة

 هذه الوضعية الحرجة دعت عددا من مكونات المجتمع المدني إلى التحرك الميداني. وفي هذا السياق نظم نادي جربة كما نريد لقاري جاء تحسيسيا يوم 8 أفريل الحول كيفية فرز الفضلات مع الجمعيات النسائية بدار الثقافة فريد غازي إضافة إلى ورشات في رسكلة المواد البلاستيكية والأوراق بالتعاون مع جمعية ريح الياسمين.

ولم تقتصر الحملات التحسيسية والتوعوية على الجانب الجمعياتي، حيث قال السيد المنجي بن عبد الله، مدير النّظافة والمحيط ببلديّة حومة السوق جربة، أن البلديّة ، نظمت مؤخرا ملتقى مع بعض أصحاب النّزل بالحهة للتشاور في موضوع التصرّف في فضلات النّزل نظرا لارتفاع كميّة فضلات النّزل بجربة وأهميّة تعاونهم واستجابتهم.

يذكر أن قطاع النّزل يحتلّ المرتبة الأولى من حيث كميّة الفضلات سنويّا بـ20769 طناّ من جملة 46 ألف طنا لكامل جزيرة جربة، يليها استهلاك المواطنين بـ14000طنّا ثمّ قطاع المطاعم بـ 9000 طنّا سنويّا حسب ما أفاد به السيد المنجي بن عبد الله.

في انتظار الوعود الحكومية….

أكد وزير التجهيز السابق، محمد سلمان في 27 سبتمبر 2012  أنه سيتم حل مشكل مصب الفضلات بمنطقة قلالة بمدينة جربة حيث أن التصرف في النفايات بالجهة يتطلب إحداث منظومة جديدة سيقع تجهيزها بمعدات ستصل قريبا من الولايات المتحدة الأمريكية و التي ستقوم بالتخلص من هذه الفضلات مبينا بأن هذه التجهيزات تتطلب حوالي الثماني أشهر للعمل .
وتتمثل المنظومة النموذجية للتصرف في النفايات في جزيرة جربة، في رسكلة المواد العضوية وفرز انتقائي للفضلات ستقوم به النزل وكذلك البلديات  علاوة على رسكلة الفضلات وإعادة تثمينها كأسماد وأخيرا ردم النفايات التي لا يمكن رسكلتها.
وقد تم في هذا الإطار، تكوين لجنة تتكون من مختلف بلديات الجزيرة وممثلين عن المجتمع المدني والخواص خاصة وأن 3 خواص ممن حضروا الاجتماع قد عبروا عن رغبتهم في التعاون في هذا المجال.
 وبيّن السيد منجي بن عبد الله، مدير النّظافة ببلديّة حومة السّوق أنّ دراسة المشروع الرائد والأوّل في كامل تراب الجمهوريّة والمتمثّل في تثمين الفواضل المنزليّة أوشكت على النهاية في انتظار اقتناع واستجابة المتساكنين لانطلاق أشغال البناء .
 يشار إلى أن هذه التجربة النموذجية سيتم متابعتها من رئاسة الحكومة ووزارة البيئة وتقييمها لتعميمها في ما بعد عن بقية مدن البلاد.


مقالات ذات صلة:

بيان الاتحاد  الجهوي الشغل بمدنين بخصوص أزمة الفضلات
بيان للاتحاد  المحلي الشغل  بجربة بخصوص أزمة الفضلات
بيان الجبهة الشعبية المتعلق بأزمة النفايات

فيديو ذات صلة:

 المنجي بن عبد الله، مدير النّظافة والمحيط ببلديّة حومة السوق جربة
وكالة أسفار عالميّة تهدد بالرّحيل من الجزيرة
ومضة تحسيسيّة حول كيفيّة فرز الفضلات من انجاز نادي جربة كما نريد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذهب في جربة بين التزيين والتكنيز

بسبب الانتصاب الفوضوي:سوسة…جوهرة خاب بريقها

جزيرة الأحلام في انتظار الحالمين